ضمن سلسلة اللقاءات التواصلية التي ينظمها المجلس العلمي المحلي لإقليم الناظور، مع ثلة من الأئمة والخطباء لتقاسم التجارب ونقل الخبرات من الجيل الحاضر إلى غيره من الأجيال الأخرى، وعرفانا بالدور الكبير الذي اضطلعوا به في خدمة الشأن الديني بالإقليم، يأتي هذا اللقاء السادس مع الإمام والخطيب سيدي الطاهر بن علي بن محمد أبجطيط، وهو من مواليد سنة 1933م بجماعة بني سيدال لوطا ضواحي مدينة الناظور، حفظ القرآن الكريم على يد والده وأخيه الأكبر، وقرأ عليهما ما تيسر من العلوم الشرعية ببني سيدال في مسجد سبعة رجال.
يحكي سيدي الطاهر – والجلسة معه ممتعة – أن ظروف الحياة كانت صعبة للغاية، فمقر السكنى في مكان نائي جدا، والأسواق كانت بعيدة جدا ولا يمكن الوصول إليها إلا مشيا على الأقدام، إنها أيام تزخر بمطاهر العناء والعنت.
كان أول شرطه بدوار إعكيوا، بإلحيانا بني سيدال لوطا لعام واحد، ثم انتقل بعد ذلك إلى لعزيب علال قدور لعام واحد أيضا، ثم دوار افنطراس ببني سيدال الجبل، ثم بعد ذلك التحق بمسجد بوحمزة ببني بوغافر سنة 1963 ورابط فيه لمدة عشر سنين، ويتذكر أن الشرط الذي يتلقاه من الجماعة كان عبارة عن 10 قناطير من الزرع من الجماعة. و35 درهم من الأحباس في الشهر.
يذكر أن القاضي سيدي مصطفى الحنفي – والذي كان عضوا بالمجلس العلمي للناظور – كان يسكن بمدينة مليلية وفي يومي الخميس والأحد كان يزور أقاربه بدوار بوحمزة وكان يستدعيه لوجبة الغداء دائما أثناء قدومه إلى الجماعة ، وأثناء توديعه كان يكرمه بما تيسر، ومن جملة كرمه أنه سلم له قطعة أرضية كان يزرعها ويستفيد منها.
بعد عشر سنين قضاها بجماعة بني بوغافر دخل إلى مدينة الناظور والتحق بمسجد ابنعيساتا سنة 1973 ، وبقي فيه مرابطا محتسبا لمدة تزيد عن أربعين سنة، وكان يتقاضى شرطا قدره 1250 درهم للسنة وكان هذا في السنة الأولى أما السنة الثانية 2000درهم للسنة واستمر كذلك إلى أن عجزت الجماعة عن دفع الشرط ، فكان أن قيض الله تعالى أحد المحسنين ، فتكفل بدفع شرط قدره 1500 درهم في كل شهر. فانفرجت الأزمة .
ولقد كان في هذا المسجد يزاول الإمامة والخطابة والأذان، كما يحرص على تحفيظ القرآن الكريم،
وبعد أن طال به العمر، وأحس بالضعف والعجز تقدم بطلب إلى الوزارة الوصية لإعالته على العجز، فوافقت هذه الأخيرة ،وهو – إلى حدود كتابة هذه السطور – عاجز ملازم لبيته، بين أهله وذويه، يستفيد من التغطية الصحية، والمكافأة الرمزية التي تقدمها له وزارة الأوقاف للتغلب على بعض مصاعب الزمن.
أطال الله في عمر شيخنا وإمامنا السي الطاهر، ومتعه بالصحة والعافية، وحفظه في أبنائه وذويه.