الفقيد محمد لمربح

(وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُم مُّصِيبَةٌ قَالُواْ إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعونَ)

تلقينا ببالغ الأسى والحزن نبأ وفاة الشيخ المربي العالم الجليل سيدي محمد لمربح الحسني المنصوري ” المعروف بالفقيه التازي” صباح يوم الإثنين 5 صفر 1443ه الموافق 13 شتنبر 2021م بعد أن أصيب بوباء العصر.
والفقيه سيدي محمد لمربح هو شيخ جليل، ورجل رباني نحرير، يشهد له الجميع بالصلاح والعلم الدقيق، بل هو من البقية النادرة من طينة العلماء الربانيين العالمين العاملين، كان رحمه الله موسوعيا وملما بالعلوم الشرعية وعلوم اللغة العربية، وإلى جانب علمه الغزير فقد كان ـ رحمه الله ـ علما من أعلام التربية والأخلاق والزهد، متصفا بالسمت الحسن، يدلك مظهره على حقيقة حاله، محافظا على هيبة العلم ووقاره، نائيا بنفسه عن سفاسف الأمور، زاهدا في الدنيا لا يتملق من أجلها ولا يرغب في طلبها، قوالا للحق لا يخشى في الله لومة لائم.
ينحدر الشيخ من قبيلة البرانص بتازة، والتحق مبكرا بمدينة وجدة، وأقام بها إلى أن وافاه الأجل المحتوم، وأثناء مقامه بها درس بمعهد البعث العامر منذ أن أسس، ويعد من أهم أعمدته، وقبله كان يدرس في المدرسة الملحقة بالجامع الأعظم، وتخرج على يديه نخبة من طلبة العلم، وهم منتشرون داخل المغرب وخارجه، ولقد كان له ـ رحمه الله ـ عظيم الأثر في كل من درس عنده أو استمع لدروسه ومواعظه.
وكان رحمه الله عضوا بالمجلس العلمي المحلي بوجدة وواعظا وخطيبا بمساجدها، يحكى عنه أن آخر خطبة كانت له رحمه الله هي: شرح حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم ( تركتكم على المحجة البيضاء ليلها كنهارها لا يزيغ عنها إلا هالك) وفي آخر الخطبة قال لرواد المسجد: لعلها آخر خطبة، رحمه الله تعالى وتقبله في الصالحين.
وبهذه المناسبة الأليمة يتقدم المجلس العلمي المحلي بالناظور إلى عائلة الفقيد الصغيرة والكبيرة بأحر التعازي وأصدق المواساة، سائلا الله تعالى أن يتغمد الفقيد بواسع رحمته، ويسكنه فسيح جناته، ويلهم أهله ومعارفه الصبر الجميل، “إنا لله وإنا إليه راجعون”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

يمكنك الإنضمام إلى قناتنا على اليوتوب من هنا

كما يمكنك متابعة صفحتنا على الفايسبوك من هنا